Canalblog
Suivre ce blog Administration + Créer mon blog

مدونة المساء

3 janvier 2014

الدفء والصقيع

الدفء والصقيع


قصة قصيرة
تصطك أسنانه من شدة البرد، يحاول الطفل أحمد بشق الأنفس الوقوف، وبخطوات متثاقلة يكاد يصل بها باب المنزل وذلك بفعل كثرة الملابس التي قد أرغمته أمه بارتدائها تفاديا لنزلة برد محتملة لا سبيل لمعالجته منها في هذه القرية النائية التي قد عزلت عن عالم هذا الوطن إلا من هوائه النقي والبارد تخطى بكل ثقة وحيوية تخوم جبال الأطلس الكبير، وما جادت به شمسه من أشعة لم يقدر أحد منهم على كسرها، حرارة دون الصفر، يصعب تحملها.
يفتح الباب تتشنج عضلات وجهه بفعل زمهرير لا يطاق، فيتسرب الصقيع إلى قاع الكوخ حيث تجلس الأم بجوار فرن الخشب التقليدي الذي يستعمل لطهي الطعام والخبز والتدفئة، تأمره فورا بإغلاقه حتى لا يتسرب البرد لأخيه الصغير الغارق في النوم مغطى بأغطية بالية تعود لسنوات مضت، يرجع أحمد إلى جوار أمه وعيناه اغرورقا دمعا، تسأله أمه ما بك؟
- يجيبها بسؤال يتكرر مند أكثر من شهر، أريد الذهاب إلى المدرسة؟
- فتجيبه جوابا يتردد على ألسنة ساكنة المنطقة قاطبة كلما حل موسم الثلج: الطرق غير سالكة والمدرسة مغلقة بفعل غياب المعلمين الذين منعهم تساقط الثلج من تسلق الجبال والوصول إلى القرية.
- وأين أبي؟
- تنهدت تنهدا شديدا وزفرت زفيرا أطفأ جزء من نار الفرن وأجابت وعيونها تدمع: أبوك لا نعلم عليه أي خبر مند أن غادر كعادته إلى المدينة ليجلب لكم لقمة العيش لكن هذا العام طال غيابه، وليس من عادته أن يغيب عنا في أيام الثلج، ربما وقع له مكروه ونحن عنه غافلون.
- أجابها ببراءته: أبي سيعود وسيجلب معه الأدوية لأخي الصغير وملابس جديدة ودافئة أفضل مما نرتدي الآن، أبي سيعود بعد ذوبان الثلوج وفتح الطريق وعودة الحياة الطبيعية لقريتنا ومعه النقود لشراء حطب التدفئة، أبي سيعود ونفرح ونسعد وندفأ، أليس كذلك يا أمي؟
- وبعينين محمرتين من شدة البكاء والتأثر بكلام الطفل الذي يتحدث وكأنه شيخ وليس طفل، نسي الألعاب ومذاق الحلويات.
غابت الأم بعقلها في الخيال وتركت الطفل يحلم فتذكرت أيام الربيع الزاهية والأطفال يلعبون ويمرحون دون توقف طول النهار والماشية بخير وعلى خير أما الزوج فيعود من المدينة كل شهر أو شهرين محمل بوابل من المأكولات والمؤن والملابس، واليوم لا أكل يكبح جماح جوع الأطفال المتواصل إلا ما طبخت من فول أو حمص أو عدس، أطراف أطفالها تشققت حتى سال منهم الدم ولم يعد يجدي معهم نفعا خليط الشمع المذاب وزيت الزيتون، حطب التدفئة أوشك على الفناء وإذا لم تتحسن الظروف وتفتح الطرق خلال أسبوع أو أسبوعين سنحسب في عداد المفقودين،
أحس الطفل بالملل الشديد وعدم اكتراث الأم بكلامه فأشعل جهاز التلفاز الذي يشتغل بالطاقة الشمسية لمدة ساعتين في اليوم على موعد أحوال الطقس:
- مذيع النشرة يقول: "لا زالت أفواج الأوربيين تتوافد على مطار مراكش المنارة وكلها شوق ورغبة في الاستمتاع بثلوج جبال الأطلس الكبير، ولله الحمد أن الثلوج لازالت في تهاطل وستستمر إن شاء الله لأشهر أخرى ببلادنا"

إمضاء: حسن أيت رحو
بتاريخ 28/12/2013 بالسمارة

Publicité
Publicité
3 janvier 2014

قبر السالكة

قبر السالكة

نسميه الشارو
رغم جهلنا باسمه الحقيقي فهو راض باسمه الجديد هذا، الشارو فتى في مقتبل العمر قصير القامة ابتسامة عريضة لا تفارق محياه، الكل يعرفه، نساء ورجال أطفال وشيوخ الكل يحييه تحية استهزاء أو احتقار وقليل من يحترمه فهو ضيف ثقيل الضل عندهم، الشارو عرضة لكل الهجمات الشرسة والانتقادات اللاذعة رغم أنه شخص وديع ولا يعتدي على أحد.
يمشي مترنحا في مختلف أزقة المخيم تراه ساعة في الربيب 1 وبعد لحظات قليلة تجده في الربيب 3 أو صعد للمقبرة مكانه المفضل في قمة ذلك الجبل الصغير مرقد الموتى ومثواهم الأخير، هناك يستأنس بهم في متابعة حركات الأحياء من النقطة العالية. المقبرة فضاء الشارو الشاسع ومسرحه المفتوح جمهوره الوفي هم الموتى يرقص لهم ويغني أغانيه الخاصة به لا يفهمها إلا هو يرتاح في المقبرة لعدم وجود الفضوليين والانتهازيين وأصحاب الانتقادات اللاذعة ....
يعود للمخيم ليلا أو نهارا الوقت لا يهم الشارو في شيء يترنح في الأزقة وكأنه ثمل يمر من وهناك يبحث عن شيء ضاع منه، يبحث عن حقيقة، حقيقته هو فقط هو من يعرفها يتجول في الأزقة ولا يهمه شيء، لا يكترث لأعين النساء وهن جالسات أمام أبواب المنازل يسترن أفواههن ويرمقنه بأعينهن الجاحظات كأنهن مفزوعات من رأية فأر أو تعبان وهو غير مبال لذلك كله .
أزقة المخيم يعرفها زنقة زنقة بيت بيت، زنقة "السالكة"، زنقة "عياد السكلس"، زنقة "هي" وأزقة أخرى، متعددة ومتشابكة كتشابك خيوط العنكبوت لم يسميها أحد سواه، زنقة "السالكة" ذلك المكان الدافئ مبتغاه ليلا ونهارا يحبه حب قيس ليلاه فيه حبه وعشقه، وفتيات الزقاق عشيقاته وحبيباته وخليلاته، الشارو يحبهن جميعا، ويكهره النساء، يكرههن وهن ذاهبات أو عائدات من مأتم أو زيارة امرأة في حالة مرض أو احتضار، يمقتهن وهن في تلك الحالة بدون "ماكياج" مرتديات ملاحف بالية وأحذية بلاستيكية تفوح من أجسادهن رائحة العرق ممزوجة برائحة الأوساخ والبصل ومنهن الحائض كأنها جيفة، يمقتهن مقتا شديدا، إن منظرهن يثير اشمئزازه عكس حالهن يوم زفاف أو حفل ختان أو عقيقة،
يعشق النساء يعشق السالكة يحب رائحتها وهي ذاهبة إلى حفل ما، عرس أو ختان لا يهم فالأمر سيان هنا في المخيم.

سكبت السالكة نصف محتوى قنينة "الريفدور" على جسدها النحيف كله وأفرغت جل علب الماكياج التي اقتنتها من عثمان "العشاب" الذي يفقه في كل شيء: في التجميل والتسمين والتطبيب، ولا يعرف كتابة اسمه بالعربية - ذلك من علامات الساعة- كل نساء وفتيات المخيم جربن وصفاته، السالكة زبونة دائمة لدى عثمان بيتها مملوء بالمراهم والصباغات والخلطات جربت كل وصفات العشاب لكن جسمها ظل دائما نحيفا أما منتجاته التجميلية فلم تزد وجهها إلا قبحا ونقط سوداء كبيرة بالوجه تحاول تغطيتها في المناسبات بوابل من المراهم والخلطات لكن سرعان ما ماتظهر بعد انجراف كل تلك المواد بفعل العرق، تمضي بمشيتها المتمخترة وخطوات ثابتة تحاول تقليد النساء السمينات مرتدية لحافا جديدا تنبعث منها رائحة لا يمكن تحملها امتزجت فيها رائحة "الريفدور" برائحة الدهون والزيوت والخلطات التي ظلت طوال ساعتين قبل خروجها تلطخها على جسمها النحيف في انتظار اختلاط كل تلك الروائح برائحة العرق الذي سيفرز من الأجسام في الخيمة المكتظة بالنساء والفتيات، وإلى جانبها عشيقاته في الأحلام،

يلجن الخيمة الخاصة بالحفل تستعمر السالكة مكانا لها في المكان اختارته بعناية خاصة يمكنها متابعة الجوق بدقة ومراقبة الراقصات حتى يتسنى لها إعادة شريط الأحداث حين عودتها إلى البيت وسرد جميع الملاحظات والانتقادات التي سجلتها طيلة الحفلة، الضاوية تمسح وجهها بـ"الكلنكس" والعرق يتصبب من جراء الاختناق والزحام في الخيمة والحرارة مرتفعة والنساء متزاحمات كالنعاج في الشاحنة .

بدأ الحفل بالجرة "ولد عيسى" 

أنا الشارو
أكره الشعبي أكره الجرة، أكره "ولد عيسى" صاحب الكمان أكرهه وأكره من معه يُرقّص السالكة على نغمات كمانه لا يهمني رقص باقي النساء بقدر ما يهمني رقص السالكة وفتيات زقاقها أتمنى في تلك اللحظة أن أقطع الكهرباء وأرتمي في حضنها، أحلم بأن تكون لدي الجرأة كي أرتدي لحافا جديدا وألف طرفه على وجهي وأدخل وسطهن أشم رائحتهن أعانق جميع الفتيات أراقصهن، آه ليست لي الجرأة على فعل ذلك إني جبان الكل من حولي يرى نظراتي تجاه السالكة، تجاه الفتيات عشيقات أحلامي، لكن ما يفيقني من حلمي تلك الرائحة النتنة التي تفوح من الخيمة اختلطت فيها رائحة "الريفدور" برائحة العرق الذي تصبب من الأجساد يجرف معه حتالة ما أنتجه عثمان العشاب.

ابتسمت السالكة في وجه الشارو الجالس خارج الخيمة ويتابع الرقصات على نغمات "ولد عيسى" من بين كثير من شبان المخيم وغالبيتهم سكارى رؤوسهم تتطاول على بعضها البعض والشارو أقصرهم قامة، أحس الشارو بابتسامة السالكة تخترق صدره رافعة حرارته لتتساوى مع حرارة الفضاء في هذا اليوم من شهر يوليوز الساخن، سارت نشوة الابتسامة في جميع جسم الشارو محدثة شبه ثورة اسفل بطنه، انسحب بعدها من الحفل وعاد إلى منزله وكله فرح وسرور منتشي بنشوة الانتصار،
في طريقه إلى المنزل مر بجميع الأزقة يحملق فيها وكأنه يراها لأول مرة كل شيء جميل أصبح يحب الجرة والشعبي يدندن بأغاني ولد عيسى يرقص رقصة خفيفة مع ابتسامة والتفات في جميع الاتجاهات حتى يضمن عدم رؤية الفضوليين ويعد نفسه برقصات طويلة وجلسة سامرة هذه الليلة في مسرحه الفسيح بالمقبرة في قمة ذلك الجبل الصغير أمام جمهوره الصامت إلى الأبد،

دخل بيته المتواضع في ساعة متأخرة من الليل وصورة الحفل راسخة في ذهنه معها أهازيج الشعبي والرقصات والسكارى ونظراتهم نحو عشيقاته وابتسامة الضاوية ....

استلقى على فراشه المتكون من بطانية صفراء من النوع الرخيص ووسادة طمست كل زخرفاتها التي كانت تزينها بسبب احتكاكها برأسه الدائم فهي لم ترى الماء مند سنوات حتى تغير لونها من لون أصفر مزركش بالازرق والأحمر إلى لون ترابي مزيت، سرح بخياله عاليا بدأ مشوارا قصيرا يسترجع فيه الأحداث ويطرح الأسئلة على نفسه لماذا ابتسمت لي السالكةة يعيد صورتها وهي مبتسمة في مخيلته أكثر من مرة ويحلل تقاسيم وجهها الذي تغير هذه الليلة وليس كعادتها حريصة على إظهار نوع من الاحترام والشفقة على الشارو فحديثها معه لا يتجاوز رد السلام حين يكون مارا أمام منزلها وهي جالسة إلى جانب عشيقاته اللواتي يعشقهن في الأحلام أمام منزلها وهذه عادة كل نساء المخيم، اجتماعاتهن تطول لساعات متعددة أمام أبواب المنازل فالنساء هنا في المخيم حرات طليقات والرجال محكوم عليهم بالصمت المؤبد.

بدأ النوم يطرق جفونه اختلطت أحلامه بين النوم واليقظة يرى نفسه ذاهب إلى الربيب 1 إلى زنقة الضاوية تستقبله بابتسامة كتلك التي غيرت حياة الشارو الغرامية من كاره لولد عيسى إلى عاشق للشعبي ومتيم بأغانيه في تلك الليلة المعلومة، يسلم عليها فترد عليه السلام وتمد يدها له، ترتعد فرائسه ويتصبب عرقا وعيون السالكة لا تفارق محياه وتشجعه ما بك يا شارو أنا السالكة لما هذا الخجل أنا أحسبك مثل ولدي الذي لم ألذه، تنفس الشارو الصعداء وأخرج لسانه الذي ابتلعه مند لحظة وأفرج عن سؤال كان محتجزا لديه لسنوات طويلة طوال مروره من هذه الزنقة وقال:
- خالتي السالكةة أريد مساعدتك؟
- سل ما تريد فطلبك مقبول يا ولدي .
- اريد فتيات الزنقة كلهن زوجات.
- تضحك الضاوية ضحكة مدوية كلهن !
- يكفيك واحدة فقط.
- فليكن كذلك واحدة فقط ( يرد الشارو)
- إذهب إلى بيتك وارتدي أجمل ما لديك من ثياب وعد سريعا ومعك أوراقك التبوتية، العدلان في انتظارك.
مضى الشارو مسرعا وكله فرح وسرور مر على المقبر كعادته. مكانه المفضل حيا جمهوره الوفي وأخبرهم بقرب عقد قرانه بإحدى عشيقاته في الأحلام من ساكنات زنقة الضاوية ، رقص وغنى واحتفل:
أنا الشارو 
أمي الضاوية التي لم تلدني، أمي ماتت مند سنوات لم أرى وجهها لا أحلم بها ليست لها صورة في دهني.
أبي تزوج زوجة ثانية وله معها ابناء آخرون يعيش معهم يمرحون جميعا وأنا حزين.
أنا الشارو الفتى الغير مرغوب فيه، أنا الشارو الكل يكرهني لا لشيء إلا لأنني أنا الفتى اليتيم المتسكع في أزقة المخيم.
قامتي صغيرة وعقلي كبير أحب من يكرهني وابتسم في وجوه المكشرين رغم إحساسي بالحزن الدائم، الضاوية أخرجتني من سجن العشق وفتحت علي أبواب الحب أنا لم أعد مكبلا أنا حر طليق، سأعود لبيت أمي الضاوية ألتقي العدلان بانتظاري أطلب منهم كتابة عقد قراني بماء الذهب والزعفران، دونوا اسم " الشارو" فقط بدون لقب، عينوا السالكة وكيلة لي رغم أن الزوج ليس بحاجة لوكيل كما هو متعارف عليه وإنما أنا الشارو المتمرد على كل شيء طلبت ذلك لا تذكروا زوجتي باسمها في العقد فقط أكتبوا الشارو تزوج بزوجة اختارتها له السالكة، 

أنا الشارو المتمر على كل العادات أتجول ليلا والناس نيام، أحاور الموتى في قبورهم وأغني لهم وأرقص، أنا الذي يتخذ من المقبرة مرتعا ومسرحا ومكانا أمينا في حين أن غالبية الناس يتجنبون حتى المرور بجانبها. 

اختلطت أحلام الشارو بين النوم واليقضة...
يرى نفسه ذاهب إلى بيت الضاوية حاملا في يده إكليلا من الورد اختاره بعناية فائقة هدية لها وتعبيرا منه عن امتنانه الكبير لما قامت به من أجله، اخترق الأزقة ووجهه في السماء يمشي متبخترا ورأس قدميه فقط من يصل الأرض مرتديا جلبابا أبيض وطربوش أحمر وبلغة صفراء أدخل فيها أصابع قدميه في تعبير منه أنه من الناس الأثرياء، ابتسامة عريضة على محياه تثير حقد الكثيرين ممن يكرهوه، 
أين هي زنقة الضاوية أين النساء الجالسات أمام الأبواب أين أنا هل أخطأت العنوان لا يمكن لا وجود للزنقة ولا وجود للضاوية؟
بدا له رجل عجوز جالس أمام منزله فسأله اين منزل السالكة؟
رد عليه الرجل : لا يوجد أي رجل هنا بهذا الاسم .
- عفوا يا سيدي أنا أسأل عن امرأة اسمها السالكة ؟
- عجبا هل أنت غريب ؟ نحن هنا لا نسمي النساء وإنما لكل رجل نساؤه يسميهم بأسمائه هو حسب هواه.
نساؤنا ملك لنا ونحن من يسميهم.
فتح الشارو فاه ودور بصره في جميع الاتجاهات لم يرى إلا بعض القطط !!
صرخ صرخة مدوية الساااااااااااالكة !!!!

تلك الصرخة أفزعته ونهض من نومه يرتعد والعرق يتصبب من جميع أنحاء جسمه، مد يده لكوب من الماء شربه عن آخره، حمد الله أنه فقط كابوس. كابوس نصفه جميل ونصفه الآخر مرعب، أحس بالاختناق فخرج لشم الهواء تمشى شيئا ما أمام المنزل، تذكر الكابوس والابتسامة، العدلان، الزواج والسالكة !!

مضى من دون شعور نحو المقبرة، الجو هادئ وجميل ريح رطبة تهب من الناحية المقابلة، لفت نظره ضوء مشع من المقبرة أسرع الخطوات نحوه وفي دهنه تساؤلات كثيرة من هم هؤلاء من هجم على المسرح يزعج الأصحاب في هذا الوقت من الليل نظر إلى الساعة إنها الرابعة صباحا، اقترب من الضوء إنهم خمسة أشخاص يتناوبون على الحفر.

- السلام عليكم؟
لم يرد أحد السلام اكتفوا بنظرة خفيفة على القادم وانكبوا في عملهم وكأنه ضيف غير مرغوب فيه لكن أحدهم رفع رأسه من جديد وقابله بنظرة ثاقبة تخفي وراءها الكثير من الحقد مرفقة بابتسامة صفراء كتلك التي يقابله بها العديد ممن يكرهونه في المخيم.
- سألهم لمن هذا القبر؟ 
- لم يردوا عليه ووقفوا عن الحفر وبدأو ينظروا بنفس نظرة الأول والابتسامة نفسها على وجوههم.
بقي ينتظر الجواب .
ردوا عليه بصوت واحد إنه قبر السالكة؟

Publicité
Publicité
مدونة المساء
Publicité
Archives
Publicité